تابعنا على

الاثنين، 5 أكتوبر 2015







الطفل العنيد... كيف تتعاملين معه ؟


لا جدال في أن مشاكل الطفل في سنواته الأولى تعتبر عامل إزعاج للوالدين، وبخاصة الأم التي يتميز سلوكها بالتقارب الجسدي والنفسي بينها وبين الطفل.
إن الأسلوب الذي يتبعه الوالدان في علاج مشاكل الطفل يحدد درجة كبيرة ملامح شخصيته. وبالتالي تصبح عملية التربية هي المسؤولة الأولى عن صياغة شخصيته وإعداده لمواجهة الحياة.
إن معظم الأمهات يشكين من بعض سلوكيات الأطفال، يرينها من وجهة نظرهن سلوكيات غير صحيحة.. وبالتالي يتعاملن معها بدرجة من العصبية والتوتر قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتأتي بالمردود السلبي.
ومن أهم هذه السلوكيات والتي تؤرق الأم وتزعجها: العناد والشقاوة.
العنـاد:
لا يجب أن يرسخ في الأذهان أن عناد الطفل يعني عصيانه ورفضه لأمر طلب منه... فالطفل لا يستوعب تماماً مدلول هذه الكلمة "العناد" حتى يتعامل معها بوعي تعامله مع المفردات ذات الدلالات الواضحة مثل: القلم، والكرة، والحلوى.. إن هذا الأمر لا يزيد عن أن الطفل يريد شيئاً محدداً والأم تريد شيئاً آخر... في هذه الحالة يحدث تضارب في الرغبات، وينتهي الأمر إما إلى إصرار الطفل على تنفيذ رغبته أو إلى خضوعه لرغبة الأم تحت تأثير الخوف والهلع الذي انتابه عندما اكتشف أن رفضه سيعود عليه بالعقاب وخاصة البدني. إن الطفل في الحالة الثانية سوف تترسخ لديه عادة الاستسلام غير الإرادي وتتكون لديه ديناميكية الخضوع.
إن واجب الأم في هذه الحالة أن تحاول تفهم الأمر وإعطاء طفلها الفرصة لتنفيذ رغبته ولو بشكل مبسط.. ثم عليها أن تستدرجه بهدوء وكياسة لتجريب رأيها.
ولنضرب مثالاً لذلك. فلو أصر طفل على أن يتناول طعامه بطريقته الخاصة رافضاً طريقة أمه.. فعلى الأم أن تحترم إيجابية تفكيره المحدودة وتمنحه الفرصة مادامت في حدود المقبول..
وبالطبع قد تأتي النتائج مخيبة لآمالها.. لكنه بعد أن يخوض تجربته ويلمس نتائجها سوف يتقبل توجيهاتها ويظهر استعداده لتقبل مساعدتها دون تمرد أو عصيان.
إن الطفل يمتلك دائماً الرغبة في إثبات ذاته واستقلاليته واختبار مدى قدرته على التأثير على والديه والمحيطين به، وما العناد إلا وسيلة من وسائله لتحقيق ذلك.
الشقـاوة:
الطفل الشقي هو ذلك الطفل الذي يتكرر منه الخطأ بالرغم من إدراكه أنه خطأ.. لكن المشكلة تكمن في عدم قدرته على التحكم في نفسه لتلافي ذلك الخطأ.. ويمكن أن نقسم الشقاوة إلى نوعين: الحركية واللفظية.
إن الطاقة الهائلة التي منحها الخالق للطفل تدفعه دفعاً إلى تفريغها.. وبالطبع لن يكون هذا التفريغ إلا من خلال نشاط حركي أو نشاط لفظي.
إن الطفل في سنواته الأولى يميل دائماً إلى تحطيم كل ما يمتلكه حتى ولو كانت دميته التي يحبها.. كما أنه يميل إلى العبث بمحتويات البيت وأحياناً يتجاوز ذلك إلى العبث بمفاتيح الكهرباء أو السكاكين.
أما الشقاوة اللفظية فتتمثل في الصياح بصوت يثير أعصاب أمه مما يدفعها إلى نهره والحنق عليه، وكثيراً ما يوجه أسئلة غريبة لأمه كان يسألها: "لماذا اليوم الجمعة"؟.. فلا تجد الأم إجابة سريعة مقنعة. فإذا نجحت الأم في الرد عليه فإنه لا يصدق. وقد يكون الأمر أكثر إحراجاً حينما يسألها أسئلة محرجة في مكان عام.
إن هذه السلوكيات غالباً ما تكون نتيجة الإحساس بعدم الطمأنينة أو لتوتر نفسي يصيب الطفل في هذه السن، أو لسعيه نحو جذب اهتمام الآخرين في محاولة لإثبات ذاته عندما يرى الآخرين لا يعيرونه اهتماماً.
وللأم نقول:
أولاً: لست المسؤولة عن هذه التصرفات فهي سمات طبيعية مزود بها الطفل.
ثانياً: حاولي دراسة الأسباب وراء هذه السلوكيات، فأنت أقرب الناس إلى طفلك وأكثرهم التصاقاً به.
ثالثاً: تأكدي من أن تكافئي طفلك على التصرفات السليمة.. فهذا أسلوب أكثر إيجابية من العقاب على التصرفات السلبية.
رابعاً: كوني إيجابية فإن الأطفال الصغار يفضلون التوجيهات الإيجابية لما يجب أن يقوموا به في حين أنهم لا يستجيبون للتوجيهات السلبية التي تتضمن مجرد النهي عن الأشياء التي لا يصح أن يقوموا بها.
خامساً: امنحي طفلك الثقة بنفسه.. فإذا ما شعر بأنك على الدوام تمطرينه بأوامرك ونواهيك وأنك باستمرار تصححين له أفعاله فإنه لن يحسن التصرف منفرداً وسوف يشك دائماً في كل عمل يعمله مما يؤصل فيه عادة التردد.
وأخيراً.. كوني قدوة لطفلك.. فلا تداعبيه بكلمة غير مناسبة وإلا فإنه سوف يرددها معتقداً أنها الصواب.. ولا تأتي أمامه بأفعال تأمرينه بأن لا يفعل مثلها.
أيتها الأم.. أعانك الله على تربية أطفالك.. فأنت المدرسة الأولى التي يتحدد عن طريقها ملامح المجتمع الذي ندعو الله دائماً أن يكون صالحاً.


شكرا  

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More